وهذا الكلام الخطير من ابن
تيمية، والذي ادعى فيه احتكار أهل الحديث للسنة النبوية، بل اعتبرهم الفرقة
الناجية الوحيدة، هو نص في تكفير كل المخالفين.. وقوله (أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل)
وحده كاف في بيان تكفير ابن تيمية الجماعي للأمة جميعا ما عدا سلفه.
ومن النماذج التي ساقها
الشلهوب للمعتزلة القدامى موقفهم من الحديث الذي يرفعونه إلى رسول الله k وهو (ما من بني آدم مولود إلا يمسه
الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها)[1]
فقد قال الزمخشري تعقيبا عليه:
(وما يروى من الحديث ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً
من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها فالله أعلم بصحته، فإن صح فمعناه أن كل مولود
يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها فإنهما كانا معصومين، وكذلك من كان في
صفتهما.. واستهلاله صارخاً من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه.. وأما حقيقة المس
والنخس كما يتوهم أهل الحشو فكلا، ولو سلط إبليس على الناس ينخسهم لامتلأت الدنيا
صراخاً وعياطاً مما يبلونا به من نخسه)[2]
فهذا الكلام العقلاني الجميل
والممتلئ بالأدب لم يعجب السلفية، بل اعتبروا صاحبه طاعنا في السنة، لأنه يقضي على
ذلك الدجل والشعوذة والخرافة التي فتحوا بها عياداتهم في الرقية التي يصفونها بالشرعية.
ومن النماذج التي ساقها
للمعتزلة الجدد، إنكار الشيخ محمد عبده لحديث سحر لبيد بن الأعصم رسول الله k وقوله: (وعلي أي حال فلنا بل علينا أن
نفوض الأمر في