بهم ذلك إلا أن يذكروا في
رواية –حاشا مسلم- تكون للاعتضاد، فهذا قد تجده)[1]
وبسبب هذا الموقف اتهم الشيخ
محمد الغزالي بالعصرانية، والعقلانية والاعتزال، ونقل عنه ليثبت ذلك قوله: (إن
ركاماً من الأحاديث الضعيفة ملأ آفاق الثقافة الإسلامية بالغيوم، وركاماً مثله من
الأحاديث التي صحت، وسطا التحريف على معناها، أو لا بسها، كل ذلك جعلها تنبو عن
دلالات القرآن القريبة والبعيدة، وقد كنت أزجر بعض الناس عن رواية الحديث الصحيح،
حتى يكشفوا الوهم عن معناه، إذا كان هذا الوهم موهماً، مثل حديث: (لن يدخل أحد
الجنة بعمله) إن طوائف من البطالين والفاشلين، وقفت عند ظاهره المرفوض)[2]
هذا مجرد نموذج عن القمع
الفكري الذي يمارسه السلفية على كل باحث ومفكر وعاقل، وصدق نصر حامد أبو زيد حينما
سمى كتابه [التفكير في زمن التكفير]، ذلك لأن الموازين السلفية في التكفير تدعو
المؤمن إلى إلغاء عقله وتفكيره وكل قدراته التحليلية ليحافظ على الإيمان، وإلا
فإنه سيقع في التجهم والاعتزال والعقلانية والعصرانية.. وكل ذلك عندهم كفر وضلال.
[1]
المشابهة بين المعتزلة الأوائل
والمعتزلة الجدد، ص22.