كالزمخشري، إلا أنه لمخالفته
للسلف لم يقبله السلفية.
وهكذا نقل عن ابن تيمية تفسير
قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] فقد قال: (وحرفوا
كلام الله في قوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] فقالوا: استوى: أي
استولى وملك وقهر)[1]
ومن النماذج التي ضربها
للمعتزلة الجدد ما فسر به الشيخ محمد عبده قوله تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴾ [الفجر: 10]، فقد قال: (وفرعون
هو حاكم مصر الذي كان في عهد موسى عليه السلام، وللمفسرين في الأوتاد اختلاف كبير
وأظهر أقوالهم ملاءمة للحقيقة أن الأوتاد المباني العظيمة الثابتة، وما أجمل
التعبير عما ترك المصريون من الأبنية الباقية بالأوتاد، فإنها هي الأهرام، ومنظرها
في عين الرائي منظر الوتد الضخم المغروز في الأرض، بل إن شكل هياكلهم العظيمة في
أقسامها شكل الأوتاد المقلوبة !، يبتديء القسم عريضاً وينتهي بأدق مما ابتدأ، وهذه
هي الأوتاد التي يصح نسبتها إلى فرعون على أنها معهودة للمخاطبين)[2]
ومع أن هذا التفسير مجرد رأي،
ولم يسقه الشيخ محمد عبده على أنه تفسير نهائي، وهو في النهاية أفضل بكثير من تلك
الخرافات التي فسر بها سلف السلفية القرآن الكريم.. إلا أن السلفية لم يعجبهم
هذا.. ولو أن كعب الأحبار هو الذي قال هذا لهشوا له وبشوا، ونقلوه في كل
تفاسيرهم.. ولكن المشكلة أن محمد عبده لم يكن هو ولا أبوه يهوديا حتى ينال تلك
المرتبة العظيمة في الوثاقة بما يقول.
وقد علق الشلهوب على ذلك الرأي
الذي قاله الشيخ محمد عبده بقوله: (لا شك أن القرآن تكلم عن بعض الظواهر الكونية،
فهذه نثبتها لأن القرآن أشار لها وتكلم عنها؛