وقد علق عليه
الشلهوب بقوله: (ما ذكره رشيد رضا ليس هو الذي عليه أهل السنة عند التحقيق، ومراده
بأهل السنة هنا الأشاعرة –بلا شك- ومن
لف لفهم. وقوله: (من الفرق المعتد بإسلامهم) فيه مجازفة كبيرة، فعلى كلامه فالسلف الذين يقدمون الدليل السمعي على العقلي عند التعارض، هم من
الذين لا
يعتد بإسلامهم، وعند النظر نجد أنه لا تعارض بين دليل سمعي صحيح وبين عقل صريح، كما قرره المحققون
من أهل العلم)[1]
وينقل
عن فهمي هويدي ـ المعتزلي الجديد ـ قوله: (.. أن الوثنية ليست عبادة الأصنام فقط،
ولكن وثنية هذا الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز، وفي عبادة النصوص
والطقوس)[2]
ثم يعقب عليه
بقوله: (متى كان الاعتصام بالكتاب والسنة وتقديمهما على آراء الرجال وثنية وعبادة
أصنام؟!، أ فنقدم كلام هويدي على كلام نبينا k)[3]
المأخذ الثاني: تفسير القرآن مخالفاً لتفسير السلف.
ومن المآخذ الكبرى والخطيرة
التي وصم بها الشلهوب المعتزلة القدامى والجدد ما سماه [تفسير القرآن مخالفاً لتفسير السلف] [4] وكأن القرآن الكريم أنزل
ومعه جميع قيود السلف، فمن لم يتقيد بها لم يفهم القرآن الكريم.
ومن النصوص التي ذكرها عن
سلفه، واعتبرها معايير للحكم على المخالفين لها ما نقله عن ابن تيمية ـ إمامهم
المقدس ـ من قوله: (إذا
لم نجد التفسير في القرآن ولا في
[1]
المشابهة بين المعتزلة الأوائل
والمعتزلة الجدد، ص13.