فقد اعتبر
الشلهوب هذا النص الواضح والذي يدل على حقيقة وظيفة العقل إدانة كبرى للشيخ محمد
عبده، واعتباره بذلك من المعتزلة.. وما أدراك ما المعتزلة في العقل السلفي.
ومثله قوله: (اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه على
أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل)[1]
وقد علق
الشلهوب على هذا النص بقوله: (وفي حكاية هذا الاتفاق نظر، ولعله يقصد بأهل الملة
الإسلامية: المعتزلة والأشاعرة ومن سلك طريقهم. وكثير من أئمة الدين المرضيين عند
الموافق والمخالف لا يقدمون عقولهم على كلام نبيهم كأمثال الإمام مالك، والشافعي،
وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وسفيان الثوري، وابن المبارك، وابن عيينة، والدارمي،
وغيرهم كثير يصعب حصرهم. فبطل بذا الاتفاق المزعوم)[2]
بل إن
الشلهوب لم يرحم الشيخ محمد رشيد رضا مع كونه من أهل الحديث، ويثني على السلفية،
بل حتى الوهابية منها، لأنه تكلم بما يدل على قيمة العقل، فقد نقل قوله: (ذكرنا في
المنار غير مرة أن الذي عليه المسلمون من أهل السنة وغيرهم من الفرق المعتد
بإسلامهم أن الدليل العقلي القطعي إذا جاء في ظاهر الشرع ما يخالفه فالعمل بالدليل
القطعي متعين، ولنا في النقل التأويل أو التفويض وهذه المسألة مذكورة في كتب
العقائد التي تدرس في الأزهر وغيره من المدارس الإسلامية في كل الأقطار كقول الجوهرة: