العقول تحت
الأقدام، وحطت حيث حطها الله وأصحابها)[1]، وقول عبد الرحمن الوكيل: (والداعون إلى تمجيد العقل، إنما هم في
الحقيقة يدعون إلى تمجيد صنم سموه عقلاً، وما كان العقل وحده كافياً في الهداية
والإرشاد، وإلا لما أرسل الله الرسل)[2]
وفي مقابل
هذا الفكر السلفي النير ينقل الكاتب تلك الطامات التي وقع فيها المعتزلة القدامى
والمعتزلة الجدد.
أما المعتزلة
القدامى، فقد نقل عن الزمخشري قوله: (امش في دينك تحت راية السلطان [ ويعني
بالسلطان: العقل] ولا تقنع بالراوية عن فلان وفلان، فما الأسد المحتجب في عرينه
أعز من الرجل المحتج على قرينه. وما العنز الجرباء تحت الشمأل-[أي: الريح
الباردة]- البليل أذل من المقلد عند صاحب الدليل، ومن تبع في أصول الدين تقليده،
فقد ضيع وراء الباب المرتج إقليده [أقليده: المفتاح])[3]
ومثله قول النظام:
(إن المكلف – قبل
ورود السمع – إذا
كان عاقلاً متمكناً من النظر يجب عليه تحصيل معرفة الباري تعالى بالنظر والاستدلال)[4]
وقد سار على
منوالهم كما يذكر الشلهوب المعتزلة الجدد من رجال المدرسة العقلية الحديثة، والذي
عبر الشيخ محمد عبده على لسانهم، فقال: (ورفع القرآن من شأن العقل ووضعه في مكانه
بحيث ينتهي إليه أمر السعادة والتمييز بين الحق والباطل والضار والنافع)[5]