الكثيرة، لم
يجد السلفية المتأخرون بدا من سلوك سبيل سلفهم الأول خشية على أنفسهم من أن تطالهم
سيوف التكفير التي تطال كل من يشكك في كفر الجهمية إناثهم وذكورهم.
والأمثلة على
ذلك التكفير أكثر من أن تحصى، ومنها قول الشيخ ابن باز في بعض فتاواه: (ومن قال:
إن الله في الأرض، إن الله في كل مكان كالجهمية والمعتزلة ونحوهم فهو كافر عند أهل
السنة والجماعة؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، في إخبارهما بأن الله سبحانه في السماء
فوق العرش جل وعلا، فلا بد من الإيمان بالله، فوق العرش فوق جميع الخلق، وأنه في
السماء في العلو معنى السماء يعني العلو)[1]
وسئل: (ماحكم
الشرع في نظركم فيمن ينفي الصفات الكلية والأسماء، أسماء الله وصفاته بالكلية
ويقول هذا هو المعتقد الصحيح؟)، فأجاب: (هذا دين المعتزلة والجهمية، الجهمية ينفون
أسماء الله وصفاته، والمعتزلة نفاة القدر ينفون صفات الله، ويثبتون أسماء بدون
صفات يقولون: عليم بلا علم، رحيم بلا رحمة، سميع بلا سمع، وهذا باطل، والعياذ
بالله، هذا كفر ردة عن الإسلام، تكذيب لله ولرسوله، الله جل وعلا أخبر عن نفسه إنه
عليم وسميع وبصير، فمن نفى ذلك عن الله، وقال إنه يعلم بلا علم، لاعلم له ولا رحمة
له ولا سمع له فهو كافر، مكذب لله ولرسوله، فالجهمية عند أهل السنة، والمعتزلة عند
أهل السنة كفار بهذا الاعتقاد الباطل)[2]
وقد ورد في
بعض أشرطته الصوتية هذا الحوار المهم، الذي يمكنه لوحده، أن يجعل من ابن باز مكفرا
لكل طوائف الأمة ـ ما عدا طائفته. وسننقله كما هو، ونريد من الذين يتشبثون ببعض
فتاواه الدبلوماسية أن يضموا إليها هذه الفتوى أيضا، والتي يوجد أمثالها في كتبه
وفتاواه:
[1]
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية
الشويعر (1/ 129)
[2]
الأسئلة اليامية عن العقيدة
الإسماعيلية السؤال:17.