مظالم
المتوكل، وسموه (ناصر السنة)؛ ونشطوا في هذه المرحلة؛ وغلوا وتطرفوا ضد الجميع..
هذه المرحلة هي التي دونت تكفير أبي حنيفة؛ وكان فيها الظلم كله؛ ونبش قبر
الحسين؛ وإعلان بغض الإمام علي؛ وأهل الحديث ساكتون لأنه نصر أحمد! وكنت أقول لبعض
الفضلاء من أهل الحديث؛ هل سنة المتوكل؛ في نصر الإمام أحمد؛ تغطي على بدعته في
بغض علي والحسين؟ وأنتم تعترفون أنه ناصبي.. فكيف؟ بعض المحققين؛ من أهل الحديث؛
يعرفون هذا؛ وكان من عرف منهم هذا، كان السؤال محرجاً له بالمرة؛ فالسنة لا تتجزأ
ولا تتمذهب؛ وأحمد لا يبلغ علياً)[1]
وقد شبه
الشيخ حسن المتوكل بما يفعله داعش وخليفهم في عصرنا هذا، فقال: (المتوكل العباسي
مات سنة 247هـ؛ بعد أن قام بأفعال لا تقوم بها داعش اليوم؛ ولكن؛ العمى عند أهل
الحديث؛ وشدتهم في الخصومة؛ نسوا كل جرائمه وبدعه! فأفعاله القبيحة عندي؛ في
الجانب الجنائي؛ أبشع من بغضه لأهل البيت)[2]
ومن تلك
الجرائم الداعشية التي قام بها المتوكل، والتي أثنى عليه السلفية بسببها واعتبروه
ناصرا للسنة، (سل لسان اللغوي الكبير يعقوب بن السكيت من قفاه؛ وقطعه فمات)[3]
وقد علق
عليها حسن بن فرحان بقوله: (هذه لم تعملها داعش.. هذه القصة الشنيعة؛ عندي؛ هي
المؤثرة في قبح سيرة المتوكل؛ أكثر من النصب. لكن؛ أهل
[3]
ذكرت القصة النجوم الزاهرة لابن تغري
بردى (2/ 285) - عن ابن السكيت - قال له (المتوكل) يوما: أيّما أحبّ إليك: ولداى
المؤيد والمعتزّ أم الحسن والحسين أولاد علىّ؟ فقال ابن السكيت: والله إنّ قنبرا
خادم علىّ خير منك ومن ولديك؛ فقال المتوكل: سلّوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات من
ساعته.. وقد اعترف بهذا معظم المؤرخين؛ ومنهم الحنابلة المعتدلون - كابن العماد
الحنبلي في شذرات الذهب (3/ 204)