responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كلكم كفرة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102

ولم يكتفوا بذلك التنكيل الحسي، بل راحوا يملأون المساجد بالتنكيل المعنوي من التكفير واستعمال كل أساليب الولاء والبراء التي ورثوها من أسلافهم، والتي عاملوا بها قبل ذلك واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد، ومن ذلك أنه روي أنه سأل أحدهم أحمد بن حنبل عمّن يقول إنّ القرآن مخلوق، فقال: كافر. قال: فابن دؤاد؟ قال كافر بالله العظيم[1].

وقد لخص الشيخ حسن بن فرحان المالكي ما فعله المتوكل من جرائم، والتي لا تزال آثارها إلى الآن، فقال: (أتى المتوكل عام 232 هـ؛ ومال مع العامة ضد الأتراك والثقافة السابقة برمتها؛ فعظم أهل الحديث - وعلى رأسهم أحمد - وأضطهد المعتزلة والشيعة؛ وتعرض المعتزلة ومن شايعهم؛ من أهل الفلسفة والمنطق وعلوم اليونان؛ لاضطهاد أيضاً؛ أحرقت كبتهم؛ ولاحقتهم السلطات؛ وكان الأثر على العامة كبيراً؛ وما زال أثر المتوكل قائماً إلى اليوم؛ في التيار السلفي والأشعري معاً؛ فقد عظم المتوكل أهل الحديث؛ وأجزل لهم العطايا؛ وتشكلت العقائد من أيامه.. العقائد والتصورات اليوم، عن الدين والعقائد والمذاهب، هي من آثار عصر المتوكل. فقد كان جاهلاً ظالماً كالمتعصم والواثق، ولكن على الضد)[2]

وقد ذكر تغاضي السلفية عن جرائم المتوكل التي تشهد بها جميع كتب التاريخ، كما هي عادتهم مع كل من يساندهم، فقال: (المتوكل لم يكن رجلاً صالحاً؛ حتى بمقياس أهل الحديث؛ فقد كان غارقاً في الشهوات، مبغضاً لعلي والحسين، قاتلاً ظالماً؛ إلا أنه نصر الإمام أحمد.. أهل الحديث - وسط ما يشعرون به من انتصار سياسي - نسوا


[1] تاريخ بغداد: 3/ 285.

[2] من مقال بعنوان [لسان حال السلطة: اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم: المتوكل ناصر السنة] موقع الشيخ حسن بن فرحان المالكي.

نام کتاب : كلكم كفرة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست