الحديث؛ غفر
الله لهم وهداهم؛ فقراء في الجانب الحقوقي؛ إلى اليوم؛ والسبب الذي من أجله استل
المتوكل لسان ابن السكيت من قفاه - حفروا للسانه من القفا وأخرجوه من هناك وقطعوه
- لأنه فضل الحسن والحسين على ابنيه.. فأهل الحديث تذكروا النصب وذموه عليه - أعني
علماء أهل الحديث ومنصفيهم – ولكنهم؛ لم يذموه على هذا
التفنن في
المثلة بإمام العربية في
وقته)[1]
ومن جرائمه
التي يسكت عنها السلفية ـ وهي أكبر بكثير من جريمة المأمون في حق الإمام أحمد ـ أمره
بجلد المحدث الكبير نصر بن علي ألفي سوط - وهو محدث مشهور من طبقة أحمد وابن معين
– وسبب ذلك أنه روى حديثاً في فضل
علي؛ وظن
المتوكل أنه
شيعي!
قال الخطيب
البغدادي: (لما حدث (نصر بن علي) بهذا الحديث، أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه
جعفر بن عبد الواحد؛ وجعل يقول له؛ هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه!)[2]
وقد علق
الخطيب البغدادي على الحادثة ـ معتذار له ـ بقوله: (إنما أمر المتوكل بضربه لأنه
ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه)
ولم يكن عصر
المتوكل هو الوحيد الذي ساهم في إعلان الحرب على المعتزلة، وإنما تلت ذلك عصور
كثيرة كان للسلفية كل السطوة فيها، ولذلك استعملوا كل ما ورثوه من سلفهم من أحقاد
لقمع المعارضين.
ومن تلك
العصور عصر القادر بالله الخليفة العباسي، الذي قام في سنة (408هـ) بنفس العمل
الّذي قامت به المعتزلة في عصر المعتصم والواثق. يقول ابن كثير: (وفي
[1]
لسان حال السلطة: اعطوهم من هذا الدين
حتى يشبعوا وينسوكم.