نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
ببساطة،
ويسلم لها بيسر، بل هو يحاول أن يعقدها، ويبحث عن تفاصيلها الحسية، لأنه يتصور
أنها كلما كانت التفاصيل أكثر، كان العلم أعظم.
والسلفية في
ذلك يهتدون بهدي سلفهم من اليهود، والذين حكى الله تعالى موقفهم من البقرة التي
أمروا بذبحها، وكان في إمكانهم أن يذبحوا أي بقرة، لكنهم ظلوا يتساءلون عن لوبها
وسنها وعملها وغير ذلك.. حتى أنهم لم يسلموا لموسى عليه السلام في شأنها إلا بعد
أن ذكر لهم كل تلك التفاصيل، كما قال تعالى: ﴿قَالُوا الْآنَ جِئْتَ
بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ [البقرة: 71]
وهكذا نجد
العقل السلفي يبحث عن أدق التفاصيل المرتبطة بذات الله وملائكته ويتساءل عن العرش
ومكوناته وحجمه .. وقد كانت هذه التساؤلات سببا في وفور سوق الكذابين من اليهود
وغيرهم، خاصة مع سهولة تقبل العقل السلفي لأي شيء.
وسنسوق هنا
من باب المثال ما كتبه بعض أعلام سلفهم حول الملائكة عليهم السلام، لنرى الفرق بين
الصورة الجميلة للملائكة عليهم السلام كما ذكرهم القرآن الكريم، وكما طولبنا
بالإيمان بهم، وبين الصورة التي صورها بهم السلفية.
وهذا العلم
السلفي المشهور، والذي نجده مصدرا أساسيا في العقائد السلفية هو أبو الشيخ صاحب
كتاب العظمة، والذي قال فيه تلميذه
الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: (كان أحد الأعلام، صنف الأحكام والتفسير، وكان يفيد عن
الشيوخ، ويصنف لهم ستين سنة، قال: وكان ثقة)[1]، وقال فيه أبو بكر الخطيب: (كان أبو الشيخ
حافظا، ثبتا، متقنا)، وقال فيه أبو موسى المديني: (مع ما ذكر من عبادته كان يكتب
كل يوم دستجة كاغد؛ لأنه كان يورق ويصنف، وعرض كتابه (ثواب الاعمال)على الطبراني،
فاستحسنه، ويروى