نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
بيده إلى
صدره - لو أصبت له حمله، بل أصيب لَقِنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا،
ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة
في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذلك، أو منهوما
باللذة سلس القيادة للشهوة، أو مغرما بالجمع شيء شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك
يموت العلم بموت حامليه)[1]
وروي عن أبي
الطفيل، قال: (شهدت عليا يخطب وهو يقول: (سلوني؛ فوالله لا تسألوني عن شيء إلا
أخبرتكم به، وسلوني عن كتاب الله؛ فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم: أبليل نزلت أم
بنهار؟ أم في سهل أم في جبل؟)[2]
ورو ي عنه
قوله: (والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت؟ وأين نزلت؟ إن ربي وهب لي قلبا
عقولا، ولسانا سئولا)
لكن العقل
السلفي ـ وبتأثير من السلطة السياسية التي تحكمت بعد ذلك في الأمور ـ استطاع أن
يمنع وصول علم هذا الصحابي الجليل إلى الأمة، والحيلة التي احتالوها لذلك بسيطة،
وهي أن كل من يفضل عليا على غيره من الصحابة يعتبر شيعيا، وكل شيعي مبتدع، وما دام
كذلك، فإنه لا تحل الرواية عنه.
بينما لم
يقصوا أولئك اليهود الذين تتلمذوا على أيديهم مع ما رووه من الروايات الخطيرة التي
تجسم الله، وتسيء إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكأن حرمة أفضلية أبي بكر
وعمر عندهم أكبر من حرمة رسل الله، بل من حرمة الله نفسه.
بل قد وصل
الأمر في ذلك العصر إلى اعتبار التسمية بعليّ محظورة إلاّ لبني هاشم، فكان بعضهم يخاف
من اسمه، فيصغّره، ويقول : انا عُلَيّ ولست بعلي.. قال قتيبة