نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
كبارهم
والسابقين منهم، في نفس الوقت الذي يقرب فيه الطلقاء الذين قضوا كل أعمارهم في حرب
رسول الله a .. لكنهم في الأخير نالوا
الحظوة، وأقصي غيرهم.
وقد أخبر
رسول الله a عن هذا الإقصاء الذي حرم
الصحابة من أداء دورهم التبليغي، لأن أولئك الظلمة الذين استبدوا بالأمر، كانوا
يملون على العقل السلفي من يقبل من الرواة ومن يرفض منهم، فقد روي أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة
الأنصاري فقال: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما منعكم أن تلقوني؟
قال: لم تكن لنا دواب، قال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك
وطلب أبيك يوم بدر، ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله a
قال لنا إنا لنرى بعده أثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى
نلقاه، قال: (فاصبروا حتى تلقوه!)[1]
فهذا الحديث
لا يشير فقط إلى الأثرة المادية التي مارسها معاوية، وإنما يشير إلى ما هو أخطر من
ذلك، وهو تقريبه لأبي هريرة وكعب الأحبار وغيرهما في نفس الوقت الذي أبعد فيه خيرة
المهاجرين والأنصار..
وقد كان لذلك
التقريب دوره الكبير في كثرة تلاميذ أولئك اليهود أو المتتلمذين عليهم، وبذلك صارت
الرواية عنهم لا عن كبار الصحابة الذين يتاجر بهم العقل السلفي، ولا نجد لهم أي
أثر في الواقع.
حتى أن
الإمام علي، وهو أكثر الصحابة صحبة لرسول الله a،
بل لم يفارقه طيلة حياته، بل كان يسكن معه في بيته مذ كان رضيعا، نجده مهمشا عند
أصحاب العقل السلفي، وأكثر الروايات التي يروونها عنه إنما هي روايات أعدائه الذين
قبلوهم ..
وقد أشار
الإمام علي إلى ذلك التهميش بقوله: (هاه إن ههنا لعلما جما - وأشار