نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 313
[الشورى:15]،
فقد نصوا على أنها منسوخة بآية السيف [1].
وهكذا
استطاعت آية واحدة أساء سلفهم فهمها نسخوا بها كل قيم السماحة والرحمة التي جاء
القرآن الكريم للدعوة إليها، ولهذا يذكرون في فضل آية السيف قول الحسن بن فضل:
(نسخت هذه الآية كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء..)،
وقال ابن حزم في كتابه الناسخ والمنسوخ: (في القرآن مائة وأربع عشرة آية في ثمان
وأربعين سورة نسخت الكل بقوله: اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.. )[2]
هذا مجرد
مثال عن القيم التي نسخها السلف واستبدلوها بالقيم الشيطانية، وهكذا نجد استبدالهم
لعقيدة التنزيه بعقيدة التجسيم، وعقيدة العصمة بعقيدة التدنيس، ولكل قيمة نبيلة
بالقيم الشيطانية التي ورثوها من اليهود أو تلاميذ اليهود.
ثانيا ـ كتمان المقدس.
من تجليات
سيطرة المدنس على المقدس في المدرسة السلفية ذلك الكتمان المتعمد، أو الإخفاء
المتعمد للكثير من النصوص المقدسة التي يخافون إن ظهرت أو فشت أو اطلع عليها عامة
الناس أن ينهار كل ذلك البنيان الذي بناه لهم سلفهم، فلهذا تجدهم إذا ما ذكرت
يعتبرون مجرد ذكرها بدعة مع كونها نصوصا مقدسة صحيحة يعترفون بصحتها، ويتواصون
بكتمانها.
وهي خصلة
يهودية أخرى تضم إلى الخصال التي اكتسبوها من أساتذتهم الأوائل، والتي عبر عنها
الله تعالى بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: