ومن الأمثلة
على ذلك ما ورد في الحديث أن
رجلا قال لسلمان : ما أشد حبك لعلي، فقال: سمعت نبي الله a
يقول : (من أحبه فقد أحبني)، فقد قال ابن تيمية عنه: كذب[1].
مع أنه صحيح،
فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (3/130) عن أبي عثمان النهدي، قال : قال رجل لسلمان
: ما أشد حبك لعلي ؟ قال سمعت رسول الله a
يقول : ( من أحب عليا ً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله عز وجل، ومن أبغض عليا
ً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ) قال الحاكم : صحيح على شرط
الشيخين، وسلــَّمه الذهبي.
وأخرجه
الطبراني في المعجم الكبير(23/380/901) عن أم سلمة، وقال الهيثمي في المجمع
(9/132) : ( وإسناده حسن ).. فهذا طريقان للحديث كلاهما حسن لذاته، فالحديث: صحيح
بهما.
ومن الأمثلة
على ذلك تكذيبه لحديث الطير، ونصه أن النبي a
أتي بطائر فقال : (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي)،
فقد قال ابن تيمية فيه: (حديث الطائر من المكذوبات الموضوعة عند أهل العلم
والمعرفة بحقائق النقل)[2]
مع أن الحديث
صحيح، فقد رواه من الصحابة: أنس بن مالك، وعلي، وابن عباس، وجابر بن عبد الله،
وأبي رافع، ويعلى بن مرة، وسفينة. وهو متواتر عن أنس، وصرَّح ابن كثير في البداية
والنهاية (4/416): أنّ الحافظ الذهبي ألف جزءا في طرق