نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
بالاتفاق.
كما نقل ذلك ابن القيم في كتابه [أحكام أهل
الذمة] حيث
قال : (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به
فحرام بالاتفاق، مثل أن
يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول : عيد مبارك
عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو
بمنـزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من
التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري
قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه)، وإنما
كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ( ابن القيم
) لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى
بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره.. وإذا
هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا
يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام
الذي بعث الله به محمداً k إلى جميع الخلق .. وإجابة المسلم دعوتهم
بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .. وكذلك
يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا
أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي k: (من تشبه بقوم فهو
منهم)، قال
شيخ الإسلام ابن
تيمية في
كتابه [اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم]: (مشابهتهم في بعض
أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم
عليه من
الباطل، وربما أطمعهم ذلك
في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء)، ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً،
أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227