responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 225

رحمه الله: أن معنى قوله k: فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه فقال: قال أصحابنا: لا يترك للذمي صدر الطريق، بل يضطر إلى أضيقه إذا كان المسلمون يطرقون، فإن خلت الطريق من الزحمة فلا حرج، قالوا: وليكن التضييق بحيث لا يقع في وهدة ولا يصدمه جدار ونحوه)[1]

وهكذا تحولت الألفة التي شرعها الله تعالى في القرآن الكريم، ومارسها رسول الله k في حياته إلى أن يضيق المسلم على غيره الطريق، ولا يبدأه بالسلام.. وذلك كله نتيجة الاستسلام لحديث آحاد غريب يتناقض مع كل القيم القرآنية والنبوية، كان يمكن رده لو اعتبرت فيه هذه العلل الخطيرة الدالة على أنه أبعد من أن ينطق به رسول الله k.

ولكن العقل السلفي أضعف من أن يتجرأ على هذا، لأن راوي الحديث من سلفه، ومصحح الحديث من أئمة سلفه.. وسلفه لا يمكن أبدا أن يكذبوا أو يخطئوا أو يدلسوا.

ولهذا فإن اللجنة اضطرت لحل إشكال التعارض بين الحديث وفعل رسول الله k إلى هذا التكلف الممقوت، قالت: (ولا معارضة بين هذا الحديث وبين ما وقع منه k من المعاملة الحسنة للكفار من زيارة مرضاهم وقبول هداياهم وإعطاء عبد الله بن أبي بن سلول قميصه ليكفن فيه، فإن المعاملة الحسنة يقصد بها تأليفهم ودعوتهم إلى الإسلام وترغيبهم فيه.. وجملة القول في ذلك: أن ما كان من باب البر والمعروف ومقابلة الإحسان بالإحسان قمنا به نحوهم لتأليف قلوبهم، ولتكن يد المسلمين هي العليا، وما كان من باب إشعار النفس بالعزة والكرامة ورفعة الشأن فلا نعاملهم؛ كبدئهم بالسلام تحية لهم، وتمكينهم من صدر الطريق تكريمًا لهم؛ لأنهم ليسوا أهلاً لذلك لكفرهم، وإذا خيف منهم التلبيس في الحديث أجيبوا بمجمل من القول دون غلظة


[1] فتاوى اللجنة الدائمة، (الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 137)، السؤال السادس من الفتوى رقم (5313)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست