نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 177
وهكذا نجد
علما آخر من أعلامهم يكتب كتابا طويلا مفصلا بعنوان [لِماذا حَرَّكوا الأرْض؟ ][1] يستعمل فيه كل قوى الخداع التوهمية ليبرز أن القول
بدوران الأرض مؤامرة على عقيدة المسلمين، وقد استهل كتابه بقوله تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ
مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ [إبراهيم: 46]
ثم قال في
مقدمته للكتاب ـ مستعرضا تاريخ البحث العلمي في هذه المسألة مرجعا إلى الفلاسفة
الذين كفرهم ابن تيميةـ : (.. مسألة دوران الأرض حول الشمس، أو بلفظ أعم: الهيئة
الجديدة للكون، والتي اخترعها الدُّهريون الملاحدة، فالله تعالى ما خلق الخلق إلا
ليعبدوه؛ فكان لا بد لهم من مستقر يستقرون عليه؛ لتقع منهم هذه العبادة؛ فلهذا خلق
الله الأرض ليسكنها الخلق، ويستقرون عليها، ثم خلق بعد ذلك ما يتمم لهم مصالحهم:
من شمس وقمر ونجوم وجبال وشجر ودواب، وأما الدهريون فيدعون كذباً وزوراً: أن هذه
الأرض ليست إلا كوكباً ضمن مجموعة شمسية، هذا الكوكب المزعوم يبعد عن الشمس-
أمِّها التي خرجت منها- مسافة 93 مليون ميل [150 مليون كم]، وهذه المجموعة الشمسية
هي أيضاً واحدة من نحو 100 مليون مجموعة شمسية [شموس تتبعها كواكب]، في المجرة
الواحدة التي يزعمون أنا داخلون فيها، ثم هذه المجرة قطرها نحو 100 ألف مليون سنة
ضوئية.. وهذه المجرة هي واحدة من مائة مليون من هذه المجرات المتناثرة في الفضاء
الهائل الذي لا نهاية له، تكاد تكون تائهة فيه، وهذا الذي ادَّعَوا أنهم اكتشفوه هو
جانب ضئيل لا يكاد يذكر من بناء الكون على حد زعمهم) [2]
[1]
من تأليف ياسر فتحي حسن علية، ونشر
الموقع السلفي المشهور موقع الألوكة، وقد تضمن خلاصة لآراء السلفية في المسألة.