نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176
تأخير
البيان عن وقت الحاجة والبيان، كما هو معلومٌ عند أهل الأصول. لا سيما ونحن في
أيام عصيبة، وسنوات خداعات مريعة، حتى صارت بلادنا ترزح في ظل هيمنة الغرب وسيطرته
العسكرية والإعلامية والفكرية، يستقي أبناؤنا وإخواننا في المدارس والجامعات عقائد
فاسدة، وتصورات منحطة، مخالفة لعقيدة الإسلام وأصوله؛ كعقيدة أن أصل الإنسان من
قرد، وأن الشمس راسخة لا تتحرك، وأن الأرض تدور على نفسها وعلى الشمس، وقد حفظونا
قديماً: (كرة الأرض تدورُ فظـــلامٌ ثم نورُ)[1]
ومثله قال
علم من أعلامهم المشهورين، وهو الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد ردا على من اتهمهم
بتحريم دراسة العلم الحديث: (.. الذي يُحَرِّمُه المتديِّنون هو مَا فِي
الدِّرَاسَةِ من عقائِد سُوء مثل الإقرار بالطاغوت الدَّوْلي (هيئة الأمم).. وكذلك
فإنَّ المتدينين يُحرِّمُون ما في التعاليم الْمُحْدَثة مِمَّا حَرَّمَ الله
ورسوله من (الصُّوَرِ)، ويُحَرِّمُون ما حَرَّمَ الله ورسوله من (مَدْحِ الكفار
وموالاتهم)، كذلك يُنكِرُون ما فيها من القولَ بـ (دَوران الأرض)، ودعوى (وصول
القمر)، واعتقـادَ أنَّ (الفضاء لا حَدَّ له) الذي هو إنكار لوجودِ السموات
السَّبْعِ والكرسي والعرش والجنة، بل من اعتقد أن الفضاء لا حد له فهو معطل منكر
لوجود الله ملك الكون وخالق الخلق رب العالمين جل جلاله، وغير هذا كثير يصعب حصره
موجود في (الدراسة الحادثة )، وقد تقدم كلام شيخ الإسلام -ابن تيمية-: (أن العلوم
المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة وأضعفتها فهي تحرم)[2]؛ وإذا كان هذا في علوم كثيرة صحيحة في (الدراسة)
علتها مزاحمة علم الدين وإضعافه فكيف بما ذَكَرْتُ آنفاً مِمَّا يُفْسِد العقيدة؟!)[3]