نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
الذي أعطاهم
وحرم غيرهم، أو من الذي أحل لهم، وحرم على غيرهم؟
ومن الأمثلة
على ذلك تفسيرهم لقوله
تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: 16]، بـ (من على
السماء) كما عبر عن ذلك الذهبي، فيما نقله عن ابن موهب وأبي الحسن على بن مهدي: (قال
أهل التأويل: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه
عن الصحابة مما فهموه عن النبي k أن الله في السماء، يعني فوقها وعليها)[1]
بل إن الذهبي
استدل بعلماء اللغة، في نفس الوقت الذي لا يجيزون فيه للمنزهة أن يستدلوا بما
يقوله علماء اللغة، فقد نقل عن الأزهري قوله: (يجوز أن يقال في المجاز هو في
السماء لقوله: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) [2]
وهكذا نرى
تأويلهم لقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ
رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ
وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ﴾ [المجادلة: 7]، فقد روى الذهبي عن أحمد
بن حنبل أنه سئل عن الآية الكريمة، فقال: (قد تجهم هذا، يأخذون بآخر الآية، ويدعون
أولها، قرأت عليه ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ﴾
[المجادلة: 7]، فعلمه معهم)[3]
وروى عن المروذي
قوله: قلت لأبي عبد الله: إن رجلا قال أقول كما قال الله : ﴿مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ [المجادلة: 7]، أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره، فقال: (هذا كلام
الجهمية بل علمه معهم فأول الآية تدل على أنه علمه) [4]