نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
وقد ورد من الروايات أن الله تعالى ـ بحسب معتقد السلف ـ لا يظل جالسا
فقط على عرشه، بل يستلقي أحيانا.. وهذا ما يدل على خصائص للعرش الذي يؤمن به
السلفية، وهو إمكانية تحوله إلى سرير، وليس مجرد كرسي، كما ورد في الروايات التي
يحدثون بها تسميته سريرا.
والرواية هي ما حدثوا به عن عبدالله بن حُنَيْنٍ قال: بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة
بن النعمان، فقال لي: انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أخبرت
أنه قد اشتكى. فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقياً
رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا، وجلسنا. فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رِجْلِ
أبي سعيد فَقَرَصَهَا قَرْصَةً شديدةً فقال أبو سعيد: سبحان الله يا بن آدم! لقد
أوجعني! فقال له: ذلك أردت. فقال: إن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى،
وقال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا)، فقال أبو سعيد: لا جرم، والله لا أفعله
أبداً [1].
وبناء على هذا، فقد عرفوا العرش بكونه سريرا، قال ابن كثير في تعريفه
للعرش: (هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف
المخلوقات)[2]
وقال الذهبي- بعد أن ذكر سرر أهل الجنة-: (فما الظن بالعرش العظيم الذي
اتخذه العلي العظيم لنفسه في ارتفاعه وسعته، وقوائمه وماهيته وحملته، والكروبيين
الحافين من حوله، وحسنه ورونقه وقيمته: فقد ورد أنه من ياقوته حمراء)[3]
وقال ابن قتيبة ـ عند انتقاده للمنزهة ـ: (وطلبوا للعرش معنى غير السرير،
والعلماء في
[1] التكملة من المعجم الكبير(19/13)،
ورواه عنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم5320)، وابن أبي عاصم في السنة(رقم458)،
والبيهقي في الأسماء والصفات(رقم766)، وأبو نصر الغازي في جزء من الأمالي (77/1)