نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
علماء الفلك:
وهم مع عدم كونهم من علماء التوحيد ولا العقيدة، ولا علاقة لهم بالجهمية
ولا الأشاعرة ولا الصوفية.. بل لا علاقة لهم بالإسلام ولا بأي دين من الأديان..
ولكنهم مع ذلك لقوا حربا شعواء من المدرسة السلفية، لأن الصورة التي أعطاها هؤلاء
ـ بحسب ما دلت عليها بحوثهم ـ تختلف تماما عن الصورة التي تقوم عليها المعرفة
التجسيمية لله التي يعتقدها السلفية.
وكمثال على ذلك تلك الهجمة الشرسة التي ووجه بها من يقول بأن الأرض تدور
حول الشمس، والذي وصل إلى حد التكفير، ذلك أن هذه المقولة ـ بالإضافة لمخالفتها
لذلك الموروث الروائي الذي استلموه من المجسمة ومن أهل الكتاب ـ تخالف ما يسمونه
بأهم مسألة عقدية في تصورهم، وهي [علو الله تعالى على خلقه]، والذي يقتضي أن تكون
الأرض ثابتة، والسموات السبع فوقها كالقبة عليها، ثم يكون العرش، ثم يكون الله
تعالى بحسب تصورهم.. ودروان الأرض يقضي على ذلك كله.
وللأسف فإن هذه الهجمة لم تكن من لدن أناس عاديين بسطاء، بل كانت من أعلى
الهيئات الدينية، ففي الفتوى رقم (15255) الموجهة لهيئة العلماء برئاسة الشيخ ابن
باز ورده هذا السؤال: (أنا مدرس لمادة الجغرافيا، وحيث إنه قد ورد إلي موضوع يتعلق
بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، وحيث إنه قد سبق وأن قرأت كتابًا لسماحتكم بعنوان:
(الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب، وعلى جريان الشمس والقمر
وسكون الأرض) حيث كان هنالك تعارض بين ما ذكرتموه سماحتكم وبين الكتاب المدرسي؛
لذا أرجو من سماحتكم إفادتي عن هذا الموضوع)
فأجابه بهذا الجواب الخطير: (يجب على مدرس الجغرافيا إذا عرض على الطلاب
نظرية الجغرافيين حول ثبوت الشمس ودوران الأرض عليها - أن يبين أن هذه النظرية
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53