نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
فإذا
نظرت بعين عقلك لم تجد
***
***
شيئا
سواه على الذوات مصورا
واذا
طلبت حقيقة من غيره
***
***
فبذيل
جهلك لاتزال معثرا
بعد هذا التوضيح الذي اضطررنا إليه لبيان الدور الذي قام به الصوفية في
حفظ عقيدة التنزيه القرآنية يتبين لنا السر الذي ألب عليهم التيار التجسيمي الذي
لم يترك سبيلا لتضليلهم وتبديعهم وتكفيرهم والتحريض عليهم إلا فعله.
ومع أن ذلك واضح من خلال الكتب الكثيرة المؤلفة في تكفير الصوفية
والتحذير منهم، إلا أنني سأذكر هنا نماذج من أقوال المحدثين التي لا تتعلق فقط
بالشخصيات المثيرة للجدل كابن عربي والجيلي وغيرهما، بل تتعلق بشخصية معتدلة لا
نجد في كتبها أي لون من ألوان الشطحات.
من تلك النصوص التي ينشرها التيار السلفي أثناء تحذيره من الصوفية قول
الحافظ سعيد بن عمرو البردعى: (شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبى وكتبه
- فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر (الحديث)، فإنك
تجد فيه ما يغنيك، فقيل له: في هذه الكتب عبرة، فقال: (من لم يكن له في كتاب الله
عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه
الكتب في الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع!)
وقد علق عليه الذهبي بقوله: (وأين مثل الحارث ؟! فكيف لو رأى أبو زرعة
تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب؟ وأين مثل القوت؟ .. كيف لو رأى بهجة الأسرار
لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمى؟ لطار لبُّه .. كيف لو رأى تصانيف أبي حامد
الطوسى في ذلك، على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟ كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد
القادر؟)[1]