نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245
ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب، قال: فتركها، فلما رجع
إلى ربه قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به، قال: يا رب سألتني بك ألا آخذ منها شيئا
يكون للنار فيه نصيب غدا، فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك، قال: ثم أرسل آخر من حملة
العرش فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له مثل ما قالت للأول فتركها، ثم رجع إلى ربه،
فقال مثل ما قال الأول، حتى أرسل حملة العرش كلهم، كل ذلك تقول لهم مثل ذلك،
فيرجعون إلى ربهم فيقولون مثل ذلك، حتى أرسل ملك الموت، فلما أهوى ليأخذ منها قالت
له الأرض أسألك بالذي أرسلك أن لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا،
فقال ملك الموت: إن الذي أرسلني إليك أحق بالطاعة منك)[1]
وهذه الرواية لا تبين فقط افتقار الله وحاجته إلى أن يخبره الملاك بحقيقة
ما حصل، وإنما تتناقض مع ما أخبر الله تعالى عنه من طاعة الملائكة المطلقة لله،
كما قال تعالى: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]
وهي تذكرنا بتلك الرواية المشهورة التي أقام السلفية الدنيا لأجلها، ولم
يقعدوها، وهي ما رووه عن أبي هريرة موقوفا ومرفوعا إلى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، أنه قال: ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه
صكَّه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد
الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده
بكل شعرة سنة، قال: أي ربِّ ثم مه ؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن
يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت
الكثيب الأحمر)[2]
ومن الروايات التي يروونها في كتبهم العقائدية، والتي يبينون من خلالها
حاجة الله