نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 95
فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو،
والاختلاف عند النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (قوموا)، قال عبيد الله: (راوي الحديث عن ابن عباس، وهو ابنه):
فكان ابن عباس يقول: (إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلافهم، ولغطهم)[1]
بعد إيرادنا لهذ الحديث الخطير لا يعنينا هنا البحث عمن رمى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالهجر الذي يعني الخرف
والهذيان وعدم العقل..
ولا يعنينا كذلك البحث عن الوصية التي كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يود أن يبلغها أمته، لأن ذلك
في كل الأحوال يبقى غيبا مخزونا نتأسف عليه ونحزن حزنا شديدا، لأن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أخبر أنهم لو طبقوا ما في ذلك
الكتاب لم يضلوا أبدا..
ولا يعنينا تلك المقولة الخطيرة (حسبنا كتاب الله)، والتي تعني الاكتفاء
بالكتاب عن السنة، وهو ما أشار إليه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في قوله: ( يوشك الرجل متكئا في أريكته، يحدث بحديث من حديثي
فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من
حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله)[2]
وإنما الذي يعنينا هنا هو ذلك الموقف المخجل من شراح الحديث، والذين
راحوا من أجل تبرئة ساحة من حال بين رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وبين كتابة وصيته الأخيرة، يتهمون رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بأنه لم يكن أهلا في ذلك الحين
لإملاء الوصية.
ومن أمثلة ذلك ما قاله المازري عن هذه الحادثةـ فقد قال: (إنما جاز
للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح أمره لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما
ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه أي من كلام الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قرينة دلت على أن الأمر ليس على