نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94
يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ... ﴾ ( الأنفال: 67 )
وفي هذا المقام يذكر الخطباء والوعاظ كثيرا، وببعض التباهي أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حين نزلت هذه الآية :﴿مَا
كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ﴾ (
الأنفال: 67) قال: (لو نزلت نار من السماء لأحرقتنا إلا عمر)[1]
وكعادة الخطباء فإنهم يمططون هذه القصة، ويضيفون إليها بعض التوابل ليخرج
الناس منبهرين بعبقرية عمر وذكائه وحكمته، وينسوا أنهم خرجوا أيضا وقد بنوا كل ذلك
البنيان على حساب تقديرهم لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. ولكن أصحاب السنة المذهبية لا يهمهم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بقدر ما يهمهم عمر.
ونحن لا يهمنا أن يقدروا عمر أو غيره من الصحابة أو التابعين أو
تابعيهم.. ولكن لا على حساب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. فنحن مأمورون بالتأسي برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وتعظيمه وتعزيرة وتوقيره.. ولسنا مأمورين بفعل ذلك مع غيره.
وسنورد الرواية هنا، ثم نبين مواقف أهل السنة المذهبية منها، والرواية هي
ـ حسب ما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس ـ قال: (لما حضر رسول الله، وفي البيت
رجال منهم عمر بن الخطاب، قال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده)، فقال عمر: (إن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن،
حسبنا كتاب الله)، فاختلف أهل البيت
[1]
ذكر القصة الطبري وابن
كثير والقرطبي وابن العربي والماوردي وغيرهم.