نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
وإنما ذكرنا هذه القصة هنا لأن أصحاب السنة المذهبية يتفقون على العلاقة
بين السحرة والشياطين، فقد نصوا على أن (السحر بجميع أنواعه فيه استخدام للشياطين
واستعانة بها، والشياطين لا تخدم إلا من تقرب إليها بالذبح، أو بالاستغاثة، أو
بالاستعاذة، ونحو ذلك. يعني أن يصرف إليها شيئاً من أنواع العبادة)[1]
والعجيب أنهم ينصون في هذه القصة وفي غيرها على أن من أطاع الله لا يضره
شيء، وأنه محفوظ بحفظ الله، وأن نعل الإمام أحمد كانت لها كل تلك السلطة والسطوة
على عالم العفاريت.. لكنهم إن جاءوا إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هونوا من شأنه، وسلطوا عليه كل شيء.. وليتهم فقط اكتفوا بالتعامل
معه كما تعاملوا مع الإمام أحمد.
بعد هذا نسأل عن مدى تطبيق الأحكام الواردة في الحديث، والذي بالغ فيه
أهل السنة المذهبية أي مبالغة.. وكان في الأصل ـ بدل تلك المبالغات في تبديع
منكريه ـ أن يستفيدوا منه عمليا، كما هي عادتهم.. ولكنا نجدهم في هذه الحديث
يخالفونه مخالفة تامة، بل لا يستفيدون منه إلا شيئا واحد يضعونه ضمن عقائد أهل
السنة، وهي أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يمكن أن يسحر، وأنه سحر بالفعل، وبقي كذلك مدة طويلة.
وللدلالة على هذا نذكر حكمين ـ يمكن استنتاجهما من الحديث ـ وقد تخلفا
تخلفا تاما في الواقع الفقهي لأصحاب السنة المذهبية:
أما الأول: فهو ما ورد في الحديث من عدم التعرض للسحرة، لا بقتلهم، ولا باستتابتهم،
وهو أمر مخالف تماما لما يقول به أهل السنة المذهبية الذين يرون قتل الساحر،
ويتشددون في ذلك..
وسأنقل لكم هنا نص خطبة حماسية لرجل دين يفتخر بتطبيق بلاده لحكم قتل