نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
إلى ملاك أو غيره.. إلا في حديث السحر.. فهل كان للسحرة من الكيد والقدرة
على التخفي ما لم يستطع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن يطلع عليه؟
والعجيب أن أصحاب السنة المذهبية ممن يبالغون في السحر، وفي تعلم الرقية
منه، يذكرون في كتبهم أن لهم القدرة على اكتشاف السحر من غير حاجة إلى ملائكة معصومين
يخبرونهم به.. فهل يجدون لأنفسهم من الطاقات للتواصل بعالم الغيب أكثر مما كان
عليه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
بل إنهم يذكرون فيها أن السحرة والشياطين يمتلئون رعبا منهم، ومن
مشايخهم، وقصة حذاء الإمام أحمد ورعب الشياطين منها معروفة، وهي مما يحرص أصحاب
السنة المذهبية على ترديده كل حين لبيان منزلة إمامهم أحمد..
فقد جاء في كتاب (طبقات الحنابلة) للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفراء:
أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده، فأنفذ إليه الخليفة العباسي المتوكل
صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع، وسأله أن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له
أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له، وقال له: امض إلى دار أمير
المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له، يعني الجن: قال لك أحمد: أيما أحب إليك
تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين. فمضى إليه، وقال له مثل ما قال
الإمام أحمد، فقال له المارد على لسان الجارية: (السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن
لا نقيم بالعراق ما أقمنا به، إنه أطاع الله، ومن أطاع الله أطاعه كل شيء)، وخرج
من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً، فلما مات أحمد عاودها المارد، فأنفذ المتوكل إلى
صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية، فكلمه
العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل
أطاع الله، فأمرنا بطاعته[1].