نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116
الصلاة والسلام من معرفة المغيبات، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿لَا
يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ
أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ [يوسف: 37]
وقال على لسان المسيح عليه السلام: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا
تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ﴾ [آل عمران: 49]
وهكذا ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تنبئ عن قدرات
الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
الخارقة في هذا المجال، وهي دليل على كمالاته الكثيرة، والتي هي نبع من فيض إيمانه
وتقواه، والتي لأجلها حصلت له تلك العصمة والحفظ الإلهي من أن يتسلط عليه أي متسلط
من الإنس أو الجن.
ومن الأمثلة على ذلك ما روي أن رجلا جاء لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقال: من أنت؟ قال:( أنا نبي
)، قال: وما نبي؟ قال:( رسول الله )، قال: متى تقوم الساعة؟ قال:( غيب ولا يعلم
الغيب الا الله )، قال: أرني سيفك، فأعطاه النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) سيفه، فهزه الرجل، ثم رده عليه، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(أما انك لم تكن تستطيع ذلك
الذي أردت)[1] .. وفي رواية: ثم قال رسول
الله r:( إن هذا أقبل، فقال:
آتيه، فاسأله ثم آخذ السيف، فاقتله ثم أغمد السيف )[2]
ومن الأمثلة على ذلك إخباره (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بعض أصحابه بما حدث به نفسه من قتله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فعن شيبة بن عثمان قال: لما فتح رسول الله r مكة، قلت: أسير مع قريش
إلى هوازن، بحنين فعسى أن اختلطوا أن أصيب غرة من محمد فأكون أنا الذي قمت بثأر
قريش كلها، وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا أتبع محمدا ما أتبعه أبدا،
فكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة، فلما اختلط الناس، اقتحم
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
عن بغلته، فدنوت منه، ورفعت سيفي حتى كدت أسوره، فرفع لي شواط من نار كالبرق كاد
يمحشني فوضعت