نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114
وخشيت أن أثُوَر على الناس منه شراً)، وأُمر بها فدفنت البئر[1].
وفي رواية أخرى عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رجلٌ من اليهود، فاشتكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال: إن رجلا من
اليهود سحرك، عقد لك عُقداً في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فاستخرجها فَحلَّها، فقام
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كأنما أُنْشِطَ من
عِقَلٍ، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط )[2] .
بعد إيرادنا لهاتين الروايتين الغريبتين اللتين تشوهت بهما كتب السنة، نحب
أن نناقش بعض ما فيها على ضوء العقل والنقل..
ونبدأ بالحالة نفسها، والتي صور بها الحديث رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. وأنه كان يخيل إليه أنه فعل
الشيء ولم يفعله .. وهي حالة خطيرة جدا بالنسبة لإنسان عادي، فكيف بنبي، فكيف
بخاتم الأنبياء وسيدهم؟
لأن ذلك الشيء الذي يخيل إليه أنه فعله وهو لم يفعله قد يرتبط بتبليغ
الدين.. وليس في الحديث ما ينفي ذلك .. وبذلك يكون جزء مهم من الدين لم يصل إلينا
بسبب أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ـ تعالى عن ذلك علوا عظيما ـ كان قد توهم أنه بلَّغه مع أنه لم
يبلغه..
وقد يجادلنا هنا مجادل، كما تعودوا، ويقول: لا .. ليس الأمر كما تظنون ..
بل الأمر مرتبط بحياة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) العادية .. وهنا يأتي الجواب القرآني الواضح والدقيق والدال على
أن حياة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كلها دعوة وبلاغ عن الله، قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ
صَاحِبُكُمْ وَمَا
[1] (1) رواه
البخاري رقم (5766) في الطب، باب السحر، وباب هل يستخرج السحر، وباب السحر وفي
الجهاد باب هل يعفى الذمي إذا سحر، وفي الأدب باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾، ومسلم رقم (2189) في السلام، باب
السحر، ورواه أيضاً أحمد والنسائي وابن سعد والحاكم وعبد بن حميد وابن مردويه،
والبيهقي في ((دلائل النبوة)) وغيرهم.
[2] (2) رواه النسائي
(7/113،112) في تحريم الدم، باب سحرة أهل الكتاب.
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114