نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112
[النمل: 13]
ومثله المسيح عليه السلام الذي جاء بالبينات لكن مرضى القلوب لم يروها
آيات من الله، بل رأوها خوارق من السحرة، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [الصف: 6]
وهكذا كان الأمر مع نبينا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذي بادره قومه بالاتهام بالسحر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام: 7]
وقال ـ يرسم مشهدا من مشاهد المواجهة بين دين الله ودين الشياطين ـ: ﴿وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ
أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا
إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ
هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [سبأ: 43]
ولم يقتصر الأمر على دعوى السحر التي تجعل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فاعلا ومؤثرا، بل ورد في
النصوص المقدسة بيان اتهام المحاربين للنبوة للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بأنه كان خاضعا لتأثير السحرة والسحرة، قال تعالى مخبرا عن موقف
المشركين من دعوة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ
يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ
تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾ [الإسراء: 47]
وقد أخبر القرآن الكريم أن ذلك لم يكن خاصا برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل إن سائر الأنبياء اتهموا
أيضا بأنهم كانوا خاضعين لتأثير السحرة، قال تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ
جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا ﴾
[الإسراء: 101]
ولكن مع كل هذه الآيات المقدسة التي تبرئ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كما تبرئ الأنبياء قبله
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112