نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
رسول الله .. والسحرة
لم يكتف أصحاب السنة المذهبية ببيان ضعف رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أمام الشياطين، وتسلطهم عليه، بل أضافوا إلى ذلك أيضا ضعفه أمام
السحرة، وتسلطهم عليه إلى درجة أنه قضى مدة ستة أشهر من عمر نبوته المباركة، وهو
لا يعي ما يفعل.
ولسنا ندري كيف غاب على هؤلاء تلك الآيات الكريمة الكثيرة التي تبين عصمة
الله تعالى لنبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وأنه لو كاده الإنس والجن، فلن يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا، كما
قال تعالى مقررا ذلك: ﴿أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾
[المائدة: 67]
ولهذا فإن كل ذلك الأسطول من المشركين والمنافقين واليهود ومرضى القلوب
لم يستطيعوا ـ مع كيدهم المتواصل ـ أن يفعلوا شيئا لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
وليت الذين اتهموا السحرة بالقدرة على النفوذ إلى المحال المقدسة للإدراك
عند رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) اكتفوا بالصراع مع تلك الآيات الكريمة التي تعد بحفظ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من كل سوء.. لأنهم قد يجدون
بعض المنافذ والتبريرات التي تجعلهم يعطلون معناها أو يؤولونه..
لكن المشكلة أنهم يعطلون نصوصا قرآنية صريحة تنفي أن يكون رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ساحرا، أو مسحورا، أو واقعا
تحت تأثير أي سحر أو عين أو أي قوة غيبية غير القوة الإلهية.
بل إن الله تعالى يخبر أن ادعاء السحر، وربط أي أمر بالسحر من شأن
الكفرة، لا من هذه الأمة فقط، بل من الأمم جميعا..
فالله تعالى يذكر عن موسى عليه السلام أنه لما جاء قومه بما جاءهم به من
آيات الله البينات اتهموه بالسحر، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ
آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111