نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
بل يذكر القرآن الكريم على لسان الشيطان نفسه أنه لا يستطيع أن يقترب
مجرد الاقتراب من عباد الله المخلصين، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ
الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ
إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا
أَنْفُسَكُمْ ﴾ [إبراهيم: 22]
فإذا كان الشيطان لا يستطيع أن يفعل شيئا مع هؤلاء، فكيف يستطيع أن
يتصارع مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل كيف يستطيع أن يقترب منه مجرد اقتراب مع أن الله تعالى ذكر
أنه يخنس من الذين آمنوا بمجرد ذكرهم لله.. وهل كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يغفل عن ذكر الله طرفة عين؟
وهل كان أولئك المخلصين من الصديقين والأنبياء والصالحين أعظم مكانة من
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
حيث استطاعوا الانفلات منه في نفس الوقت الذي سلط فيه الشيطان عليه؟
بل إن السنة المذهبية تذهب إلى أبعد من ذلك حين تصور أن الشيطان الرجيم
يخاف من بعض صحابة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولا يخاف من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني عن أبي بريدة عن أبيه، قال:
خرج رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في بعض مغازيه، فلما
انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن
أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا)، فجعلت
تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل
عمر فألقت الدف تحت استها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر،
إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان
وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف)[1]
وهنا يستبشر أصحاب السنة المذهبية، ويكبرون فرحين مبتهجين بأن الشيطان
يخاف