نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
والرحمة؟
نطرح هذه الأسئلة وغيرها، ونحن نتألم ألما شديدا أن يتعرض رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لمثل هذه الإهانات، وهذا
التحقير، بحيث يصبح مغلوبا على أمره، لولا أن ينقذه الله بإخراج حظ الشيطان منه..
ومع تلك العمليات التي يصورها أرباب السنة المذهبية لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بغية استنقاذه من الشيطان إلا
أن الشيطان كان يتسلط عليه ـ كما يروون ـ كل حين، فقد رووا أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (إن جبريل أتاني، فقال: إن
عفريتا من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي)[1]
ورووا أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (لقد أتاني شيطان فنازعني، ثم نازعني، فأخذت بحلقه، فوالذي
بعثني بالحق، ما أرسلته حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح
طريحا في المسجد)[2]
ورووا أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (دخلتُ البيتَ فإذا شيطانٌ خلف البابِ فخنقته حتى وجدتُ برد
لسانه على يدي، فلولا دعوةُ العبدِ الصالحِ لأصبحَ مربوطًا يراه الناسُ)[3]
وقد نسي من رووا هذه الأحاديث، وراحوا يشوهون بها شخص رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تلك الآيات الكثيرة التي يقرر
فيها القرآن الكريم أنه لا سلطان للشيطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، كما
قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى
الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)﴾
[النحل: 98 - 100]