نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
جوفي فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره فإذا صدري فيما أرى مفلوقا لا أجد له
وجعا ثم قال: اشقق قلبه فشق قلبي فقال: أخرج الغل والحسد منه فأخرج شبه العلقة
فنبذه ثم قال: أدخل الرأفة والرحمة في قلبه فأدخل شيئا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا
كان معه، فذر عليه، ثم نقر إبهامي، ثم قال: اغد فرجعت بما لم أغد به من رحمتي على
الصغير ورقتي على الكبير.
وهذا الحديث عجيب، ومتناقض تماما مع سنة الله تعالى في اختبار عباده..
فإذا كان الغل والحسد والقسوة والغلظة مرتبطين بخلايا أو أنسجة موجودة في الجسم،
فلم لا يريح الله عباده منها بإتاحة مثل هذه العمليات لهم؟
فإن قيل: إن التكليف والابتلاء يستلزمان وجود كل ذلك.. فكيف خص رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بذلك دون سائر الناس؟
وكيف اعتبره القرآن الكريم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) صاحب خلق عظيم مع أن الخلق العظيم الذي حصل له لم يبذل فيه أي جهد، ولم
يعان في سبيل تحصيله أي عناء، بل الفضل للملائكة الذين طهروره من تلك الأدواء،
ووضعوا بدلها الرأفة والرحمة كما ورد في الرواية.
وإذا كان الأمر كما قالوا، فلم ورد في القرآن الكريم التهديدات الشديدة
لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إن لم يلتزم بأوامر
الله مثله مثل سائر الناس، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا
مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)﴾
[الحاقة: 44 - 47]
وإذا كان الأمر كما قالوا، فلم كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أشد الناس خشية لله، ففي الحديث قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى،
وأشدهم له خشية)[1] .. أم أن تلك الخشية أيضا قد غرست في
صدره (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
مع ما غرس من الرأفة