نام کتاب : حوارات حصرية مع قيادات عصرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32
ذات يوم..
والألم لا يزال يسري في نفسي على أشد ما يكون، قرأت خبرا جميلا نشرته صحيفة أتصور
أنها محترمة، لأنها الوحيدة التي نشرت هذا الخبر، أما سائر الجرائد فاكتفت بنشر
غسيل المتصارعين.
كان الخبر
قصيرا، ولكنه مهم جدا، لقد ذكرت أن ممثلين من جميع الأحزاب المنشقة على بعضها،
سيجتمعون، ليزيلوا الخلافات بينهم، ويعودوا إلى العمل في المتفق عليه.. وذكرت كذلك
أن جمعا من كبار العلماء سيحضرون أيضا ليذكروا المنشقين بضرورة رأب الصدع، وتوحيد
الصف.
لم أكن حينها
بحاجة إلى طاقية إخفاء، ولا إلى ترديد أي أسماء، ولا إلى حرق البخور، لأن الاجتماع
كان عاما، وكان يمكنني أن أحضره بسهولة كمتفرج طبعا.
حملت قلم رصاصي
وأوراقي القليلة، وذهبت إلى الاجتماع، وحضر الجميع، وجلسوا على المنصة، وعلى أرائك
متجاورة، وكان الكل يبتسم للكل، وكانت الأيدي تسارع إلى المصافحة.. وكان المنظر من
أجمل المناظر.. فها هو الصدع الذي أرقني كثيرا يزول، وهاهو الشقاق يتحول إلى وفاق،
وها هو التنكر والصراع يتحول إلى ألفة وسلام.
لكن الأمر لم
يدم طويلا.. فسرعان ما بدأ الباطن يرشح بما فيه ليزيل
نام کتاب : حوارات حصرية مع قيادات عصرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32