نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
قال: تقصد ذلك الشيخ الجراح وأتباعه؟
قلت: أجل.. فلم أسمع منهم إلا تهم الإلحاد والزندقة.
قال: لا عليك منه.. إن لأولئك تصورا خاطئا عن دين
الله.. إن حالهم لا يختلف عن حال ذلك الأعرابي الذي قال في دعائه: (اللهم اغفر لي
ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا)[1]
قلت: ولكن ألا ترى في كلامه وجوها من الصحة؟
قال: إن ذلك الرجل لم يفهم سر حضارة الإسلام..
قلت: فما سرها؟
قال: لقد تعامل المسلمون مع الخلق بما أرشدهم إليه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حين
قال: (أنزلوا الناس منازلهم)[2]
قلت: ما تعني؟
قال: ألا ترى الحضارة الحديثة وكيف تزهو بنفسها؟
قلت: بلى.. أرى ذلك.
قال: فهل اختص ببنائها جنس دون جنس.. أو أهل دين دون
أهل دين؟
[1]
هذا ما ورد
في رواية ابن حبان في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، ونص روايته أنه (دخل
أعرابي المسجد، ورسول الله a جالس، فقال: اللهم اغفر لي ولمحمد، ولا
تغفر لأحد معنا. فقال a: لقد (احتظرت) واسعا.. ثم تنحى الأعرابي
فبال في ناحية المسجد.. فقال الأعرابي بعد أن فقه الإسلام: إن رسول الله a قال له:
(إن هذا المسجد إنما هو لذكر الله، والصلاة ولا يبال فيه)، ثم دعا بسجل من ماء،
فأفرغه عليه.