نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
وما أسرع ما ملت إلى الجنات، فقد كنت حينها عظيم
الإخلاص، قليل البضاعة من العلم.
لقد سرت في اليوم الثاني، وسحبت انتمائي من الجامعة
التي انتميت إليها لأدخل سجن الجهالة والبداوة مع من دخل إليه من الوهابيين
وأذنابهم.
***
بعد أن حدثني صاحبي الوهابي بهذا سألته: فكيف أنقذك
الله من هذا السجن؟
قال: بعد أن رأيت من الجهل والبداوة في أصحابي ما
رأيت.. وفي يوم من أيام الله.. سرت حزينا في بعض البوادي، أقلب النظر فيما كنت
فيه، وفيما صرت إليه، وبينا أنا كذلك إذ ربت على كتفي رجل.. وقال لي: لا تحزن..
وواصل بحثك.. فالحقيقة أعز من أن تراها عند طرف واحد.
قلت: من أنت؟.. وكيف عرفت أمري؟
قال: لا يهمك اسمي.. ولكني من أحفاد رجل عظيم من بناة
الحضارة الإسلامية كان اسمه (أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى النقاش الزُّرْقَالي)[1]..
وقد عاش في القرن الرابع الهجري.. وولد في قرطبة.. وعمل في طليطلة بالأندلس.
قلت: استر نسبك.. قبل أن يصيبك من ويلاته ما يخرجك من
الإسلام.
[1]
الزرقالي
(480-420هـ/1087-1029م) هو من أعظم راصدي الفلك في عصره، وواحد زمانه في علم
العدد، والرصد، وعلم الأبراج، قام بأكثر أرصاده بها، ثم انتقل منها إلى قرطبة وبقي
فيها حتى وفاته..
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44