نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
أن قومك نسوا أبا ذر وذكروني، ومقتوا أبا ذر ومجدوني.. هل رأيت أحدا
من الناس يعرف أبا ذر؟
لم أجد ما أقول، فأبو ذر ذلك الذي قال فيه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (ماأقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء.. أصدق لهجة من أبي ذر)[1]، وقال: (إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم، قيل: يا رسول
الله سمهم لنا قال: علي منهم (يقول ذلك ثلاثا) وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني
بحبهم وأخبرني أنه يحبهم)[2] لا يكاد يعرفه أحد..
قهقه معاوية في وجهي، وهو يقول: لا يعرفونه فقط، بل إنهم يسبونه
أيضا.. ألا ترى أنهم يعتبرونه تلميذا غبيا لذلك الذي يسمونه ابن السوداء؟
قلت: بلى.. أراهم يذكرون أن ابن السوداء أو من يطلقون عليه (عبد الله
بن سبأ) لقي أبا ذر في الشام وأوحى إليه بمذهب القناعة والزهد، ومواساة الفقراء،
ووجوب إنفاق المال الزائد عن الحاجة، وجعله يعيب معاوية، فأخذه عبادة بن الصامت
إلى معاوية، وقال له: هذا والله الذي بعث إليك أبا ذر فأخرج معاوية أبا ذر من
الشام[3].
بل حاول أحمد أمين أن يوجد شبها بين رأي أبي ذر ورأي مزدك الفارسي،
وقال بأن وجه الشبه جاء من أن ابن سبأ كان في اليمن، وطَوَّف في العراق، وكان