نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
قضايا مماحكة
لا أمل بمصادقة التجربة، ولا خوف عليها من مناقضتها، وكل واحد منها سوف لن تخلو من
التناقض وحسب، بل ستجد أيضا في طبيعة العقل الشروط التي تجعلها ضرورية، لكن للأسف،
سيستند لزعم النقيض هو الآخر إلى حجج تتمتع بنفس المصداقية ونفس الضرورة)[1]
وقد جعلته هذه
المغالطات يعطي الحجج والذرائع للاأدريين، الذين لا يختلفون كثيرا عن الملاحدة،
وقد قال معبرا عن ذلك: (ويمكن أن نتصور بسهولة أن ساحة القتال هذه قد خيضت مرارا
حتى الآن، وأن عددا كبيرا من الانتصارات قد أحرز من جهة وأخرى، أما بالنسبة إلى
الانتصار الأخير الذي سيحسم المسألة ؛ فقد اتخذت الاحتياطات لكي يبقى دائما فارس
الحق وحده سيد الميدان بمنع خصمه من حمل السلاح من جديد، وليس علينا كحكم حيادي في
المعركة أن نهتم بمعرفة هل يتصارع المتحاربون من أجل قضية محقة، أم من أجل قضية
باطلة، ويجب علينا أولا أن ندعهم يحسمون المسألة. فقد يعترفون بعد أن يتعب الواحد
منهم أكثر مما يؤذي الآخر ببطلان تنازعهم ویفترقون کأصحاب)[2]
وهكذا استفاد
[برتراند راسل[3]] من طروحات هيوم على الرغم من تناقضها الشديد مع
العقل والمنهج العلمي، لكنه قبلها، ودافع عنها لكونها من السبل التي يمكنه أن
يستعملها في مواجهة الطروحات الإيمانية؛ فقد قال ـ عند نقده للاستناد إلى الخبرات
الحسية في
[3] برتراند راسل (1872 – 1970)،
إنجليزي، أستاذ للفلسفة بجامعة كمبردج، وأحد أعلام المنطق الرياضي المعاصرين، أهم
كتبه: تاريخ الفلسفة الغربية، وتحليل المادة، وموجز الفلسفة، والمدخل إلى الفلسفة
الرياضية، وغير ذلك. راجع يوسف كرم 431..
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87