نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
شيئا أكثر من
أن السبب سابق لمسببه فيما دلت عليه العادة (التجربة). وقد كان يمكن عقلا أن يجيء
الترتيب على صورة أخرى، لكنه جاء هكذا)[1]
وقد استفاد من
مقولته تلك عمانويل كانط [2]، الذي أعطى الملاحدة المبرر العقلي لنفي
وجود الله، باعتبار أنه لا يمكن التدليل عليه بالدليل العقلي.. بل راح ـ تحت تأثير
تلك المقولة ـ يزعم أنه يستحيل إثبات وجود الله بالعقل، كما أنه يستحيل إثبات
عدمه.. ثم ترك القضية بعد ذلك للضمير، ولمصادرات العقل العملي.
مع أنه كان قبل
احتكاكه به وبأفكاره لا يقول بذلك، بل كان يقرر العلية في كتبه، لكنه بعد اطلاعه
على مقالته تحول إلى كانط المؤمن الوحيد الذي يحبه الملاحدة، ويستدلون بمقالاته
لضرب الدين.. لقد قال في ذلك: (إن هيوم أيقظني من سباتي الاعتقادي، وكان ذلك برأيه
في مبدأ العلية بنوع خاص، إذ كان قد قال: إن مبدأ العلية ليس قضية تحليلية، أي: إن
المعلول ليس متضمنًا في العلة أو مرتبطًا بها ارتباطًا ضروريًّا، وإن الضرورة التي
تبين له ما هي إلا وليدة عادة تتكون بتكرار التجربة)[3]
وقال في محل
آخر: (عندما لا نقتصر، في استعمالنا للمبادئ الفاهمية، على تطبيق عقلنا على
موضوعات التجربة، بل نغامر بمد العقل إلى ما وراء حدود هذه التجربة ؛ ستتولد
[1] مناهج البحث عند مفكري الإسلام لعلي سامي النشار، 164.
[2] عمانويل كانط (1724 ـ 1804 )، حاول التوسط بين التجريبية والعقلانية
المثالية، ووجه نقدا عقليا للدين، أهم كتبه: نقد العقل الخالص النظري (المشهور
بنقد العقل المحض )، ونقد العقل العملي، ونقد الحكم، وميتافيزيقا الأخلاق، ورسالة
في السلام الدئم راجع يوسف كرم 208 ـ 216.