نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 486
ومع ذلك، فهناك
قرائن تلقي الضوء على أنّ المُبَشَّر به هو الرسول الأعظم، لا روح القدس، ومنها.
1 ـ إنّ المسيح
بدأ خطابه إلى تلاميذه بقوله: (إِن كنتم تحبونني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من
الأب فيعطيكم (معزياً) آخر، ليمكث معكم إلى الأبد)، وهذا الخطاب يناسب أن يكون
المُبَشَّر به نبياً، لأنّ المسيح يحتمل ـ في هذا الكلام أن يتخلّف عدّة منهم عن
اقتفاء أثره ودينه، ولذلك أثار عواطفهم في هذا المجال لئلا يتخلّفوا. ولو كان
المراد منه روح القدس لما احتاج إلى تلك المقدمة، لأنّ تأثيره في القلوب تأثير
تكويني لا يمكن لأحد التخلّف عنه، ولا يبقى في القلوب معه شكٌّ، وهذا بخلاف تأثير
النبي فإنّه يؤثر ببيانه وكلامه في القلوب والأرواح، وهو يختلف حسب اختلاف طبائع
المخاطبين واستعدادهم.
ولأجل ذلك أصرّ
على إيمانهم به في بعض خطاباته وقال: (وقلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان
تؤمنون)[1].
2 ـ إنّه وصف
المُبَشَّر به بلفظ (آخر)، وهذا لا يناسب كون المبشر به نظير روح القدس لعدم
تعدده، وانحصاره في واحد، بخلاف الأنبياء فإنّهم يجيئون واحداً بعد الآخر، في فترة
بعد فترة.
3 ـ إنّه ينعت
ذلك المبشر به بقوله: (لِيَمْكُثَ معكم إلى الأبد) وهذا يناسب نبوة النبي الخاتم
الّتي لا تُنْسخ.
4 ـ إنّه يقول:
(وأَمّا (المعزّي الروح القدس) الّذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء،
ويذكّركم بكل ما قلته لكم) وهذه الجملة تناسب أن يكون المبشر به نبيّاً يأتي بعد
فترة من رسالة النبي السابق بعد أن تصير الشريعة السابقة على وشك الاضمحلال
والاندثار. فيأتي النبي اللاحق، يذكّر بالمنسيّ ويزيل الصدأ عن الدين.
[1].إنجيل يوحنا، الأصحاح الرابع عشر: الجملة 29، ط دار
الكتاب المقدس.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 486