نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 470
وفاق في
مجال الأخلاق وقد تعددت المناهج الأخلاقية في العصر الأخير إلى حد التضاد فيما
بينها.
وكمثال على
ذلك نرى الشيوعية تدعي لنفسها منهجاً أخلاقياً من أُصوله أن الإنسان لا يكون
شيوعياً إلا بالتضحية بكل شيء لبناء صرح حكومة العمال في العالم، وكل ما كان يصبّ
في هذا المنحى فهو من الأخلاق الفاضلة، وإن كان ذلك إعداماً، وتدميراً وسرقة
واختلاساً، كما عبر لينين عن ذلك بقوله: (إن الشيوعي هو من يتحمل كل التضحيات
ويلجأ إلى انواع الحيل والأفعال غير المشروعة، ليجد لنفسه موضعاً، وموطيء قدم في
الإِتحاديات التجارية)[1]
فإذا كان هذا
حال الإنسان في معرفة المسائل الابتدائية في الاقتصاد والأخلاق، فما ظنك بحاله في
المسائل المبنية على أُسس تلك العلوم. أفبعد هذا الجهل المطبق يصح لنا أن نقول إن
الانسان غني عن الوحي في سلوك طريق الحياة؟
وبناء على
هذا، فإن البشر يحتاجون إلى من ينظم لهم حياتهم، ويكشف لهم عن القوانين والنظم
التي يسير عليها الكون والحياة، والتي يحققون بموجبها غاية خلقهم، والهدف من
إيجادهم.
ج ـ الحاجة إلى الهداية والتزكية:
ذلك أنه لا
تكتمل ولا تتوازن حياة الإنسان إلا إذا عاش على مقتضى متطلبات الفطرة ومتوخيات
الغرائز، بل العيش على خلاف هذه المتقضيات يؤدي بالحياة البشرية إلى الهلاك، وما
مثل هذا إلا كالسابح في عكس تيار الماء، لن تكون عاقبته إلا الإرهاق وانهيار القوى
فيتوقف عن السباحة ويبتلعه الماء.