نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 469
الزواج)،
يتوسل إليه البنات الذين تأخروا في الزواج، ليؤمن لهم الأزواج المناسبين، وبالهند
مئات الملايين يقدسون (البقر)
فإذا كان هذا
هو حال المعارف الإلهية في عصر الفضاء والذرة، وبعد ما جاءت الرسل تترى لهداية
البشر، فما هو حالها لولا الهداية الإلهية عن طريق الرسل؟
نعم، هناك
نوابغ في التاريخ عرفوا الحق وتعرفوا عليه عن طريق التفكير والتعقل، كسقراط
وأفلاطون وأرسطو، لكنهم أُناس استثنائيون، لا يعدون معياراً في البحث، ولا ميزاناً
في نفي لزوم البعثة، وكونهم عارفين بالتوحيد، لا يكون دليلاً على مقدرة الآخرين
عليه، على أنه من المحتمل جداً أن يكون وقوفهم على هذه المعارف في ظل ما وصل اليهم
من التعاليم السماوية عن طريق رسله سبحانه وأنبيائه.
ب ـ الحاجة إلى معرفة سنن الكون ونواميسه ونظامه:
لا يقتصر دور
الأنبياء على تعريف البشر بحقائق الوجود، بل من أهدافهم الكبرى تعريفهم بالسنن
والنواميس والقوانين التي يسير الكون على أساسها، والتي لا يمكن للعقل المجرد أن
يصل إليها بدون سند إلهي.
فالمجتمع
الإنساني ـ مع ما بلغه من الغرور العلمي ـ لم يقف بعد على ألفباء الأقتصاد. فقد
انقسم العالم الحديث إلى طائفتين: واحدة تزعم أن سعادة البشرية في نظام الرأسمالية
والإقتصاد الحر المطلق، وانه هو العامل الوحيد لرفاه المجتمعات وتفجّر الطاقات.
والأخرى تدّعي أنّ سعادة البشر في النظام الاشتراكي بدءً والشيوعي غايةً، فالسعادة
كلها في سلب الملكية عن أدوات الإنتاج وتفويضها إلى الدولة الحاكمة.
فلو كان
الإنسان قادراً بحق على تشخيص المصالح والمفاسد، وما ينفعه وما يضره، لما حصل هذا
الإختلاف، الّذي انجر إلى انقسام خطير بين دول العالم.
وكما أن
الإنسان لم يصل إلى النظام الاقتصادي النافع له، فهو كذلك لم يصل إلى
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 469