نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 448
المعلوم أنّ
الدافع هنا أمر رخيص، ولكنّ الأثر الناتج عنه ذو قيمة عالية.
كما أنّ الحرب
وراء أكثر الاكتشافات والاختراعات، والحال انّ الحرب ـ كما نعلم ـ دافع رخيص، بينما
يكون ما ينشأ على أثرها من التحوّلات العلمية والصناعية ذا قيمة عالية.
ولهذا لابدّ من
الفرز والتفريق بين (الدافع) و(الآثار)، وعدم الخلط بينهما في تفسير ظاهرة من
الظواهر.
سابعا ـ أنّ
هؤلاء المحلّلين قد افترضوا أمراً من عند أنفسهم وهو (انّ الاعتقاد بالله اعتقاد
بأمر موهوم وباطل)، وبعد أن اعتبروا ذلك أمراً مسلّماً لا نقاش فيه عمدوا إلى
البحث عن أسباب نشوء هذا الأمر الباطل الموهوم فنحتوا ما نحتوا، والحال أنّ هذا
نفس المدّعى، إذ لو لم يكن نفس الاعتقاد بوجود الله أمراً باطلاً ـ في نظرهم ـ بل
كان ممّا يدعمه الدليل الصحيح والبرهان الواضح لما نحتوا هذه الفرضيات لتفسير
نشوئه، فإن الإنسان العاقل لا يتحرّى عن أسباب الاعتقاد بالمعادلة الحسابية
التالية: 2×2 = 4 مثلاً، لأنّ هذا الاعتقاد بهذه المعادلة يستند إلى أمر واقعي، فلا
مجال فيه لاختلاق أسباب، ونحت علل وفرضيات.
ثامنا ـ أن
هؤلاء الذين احتقروا الإيمان، واعتبروه مجرد هروب من الحقيقة العلمية، راحوا
يكذبون على أنفسهم بإله جديد بدل إله الفراغات، وهو إله لا دليل عليه إلا الهوى،
والذي يمكن تسميته [ملايين السنين]، فهم يستخدمون هذه العبارة في في كل المعضلات
العلمية الصعبة التي يواجهون بها، حيث نسمع قولهم دائما: (نحتاج فقط إلى ملايين
السنين ليخرج نظام حيّ ذكي من عبثية عشوائية غبية)
وقولهم: (تحولت
الخلايا البسيطة إلى مخلوقات معقدة بعدملايين السنين وليس بشكل مباشر كما تظنون)
وقولهم: (
(الجهاز التناسلي كان بسيط جدًا وبعد ملايين السنين أصبح جهاز كامل الوظائف)
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 448