نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 421
ضاقت نفسه بالألم الذي ينغّص وجوده هو إلزام الربّ أن يرفعه من [دنيا الامتحان] إلى جنّة الجزاء، ليغيّر خطّة الوجود الإنساني، لمجرّد لجاجة النفس الإنسانيّة الطماعة التي لا تشبع، والتي كلّما منحت خيرًا طلبت المزيد، وكلّما رُفع عنها شر طلبت حطّ غيره عنها.
أما [س. إس.
لويس]، فقد تساءل عما يريده المعترض في دخيلة نفسه، ثم أجاب بقوله: (الذي يمكن أن
يرضينا حقًا [كبشر] هو إله يقول على أيّ شيء نحب أن نفعله: ماذا يهم، طالما أنتم
راضون وقانعون؟.. إننا في الحقيقة لا نريد أبًا في السماء قدر ما نريد جدًا في
السماء، شيخًا عجوزًا محسنًا، هو كما يقولون (يحب أن يرى الشباب يستمتعون)، وخطته
لأجل الكون هي ببساطة أن يُقال فعليًا في نهاية كلّ يوم: (لقد استمتع الجميع بوقت
طيب).. إنّ الإنسان حين يضجّ من كلّ ألم وتعب
ومسؤولية، هو يبحث في الحقيقة عن إله يوفّر له ملعبًا يمرح فيه، ومَعِينًا للّذات
التي لا ترتوي، ثم ينال بركة الإله ورضاه! إنه يبحث عن [خادم] أو [يدٍ مصفقة!])
بالإضافة إلى
هذه الأجوبة، فإن النظر العلمي في بنية الإنسان الماديّة يكشف يومًا بعد يوم أنّ
الله سبحانه لم يترك من الألم في حياة الإنسان إلّا أقلّ القليل، وأنّه سبحانه قد
زوّد الإنسان بموانع بيولوجيّة كثيرة تقيه الألم، وكثير منها، بل كلّها مثيرة
للدهشة عند التدبّر، ولو أنّ بعضها تخلّف؛ لتحوّلت حياة الإنسان إلى جحيم متواصل.
ومن الأمثلة على
ذلك ما يكشفه مرض [دوار الحركة]، والذي قد يبدو مؤلما وشرا، لكن أشهر الفرضيات التي تشرح لنا سبب حدوثه تذكر أنه آلية دفاعية للجسم ضد سموم عصبية، حيث تقوم الباحة المنخفضة الموجودة في الدماغ بتحفيز عملية التقيؤ عند اكتشاف
هذه السموم.
وهكذا، فإن
النظر التدبّري في الجهاز العصبي للإنسان حجّة للقول إنّ الله سبحانه قد رفع
الكثير من الأذى الذي تقتضيه السنن الكونيّة لو جرت بعفويّة ضمن قوانينها الرتيبة،
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 421