نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 420
والجواب عن ذلك
هو أن الاعتراض على هذا يستدعي إجابتنا على تساؤلات كثيرة، منها التساؤل عن
امتلاكنا القدرة على تحديد الحد الأدنى من الشر المقبول.. وهل نحن نعترض على الشر
الزائد، أم على كلّ صورة قصوى موجودة للشر؟.. وهل الإزعاج الملازم للألم الناتج عن
الشر، بلا حكمة؟
والإجابة على
هذه التساؤلات توصلنا إلى أننا واقعون تحت أسر عجز معرفي عن تحديد الحد الأدنى
المطلوب من الشر في عالمنا؛ أو كما قال الفيلسوف [فان إنواجن]: (التساؤل عن عدد الشر العظيم المسموح به المتوافق مع خطة الله هو أشبه بطرح سؤال يقول: ما هو الحد الأدنى من حبات المطر التي من الممكن أن تنزل في إنجلترا في القرن التاسع عشر بما يتوافق مع طبيعة أنّ
إنجلترا كانت بلدًا خصبًا في القرن التاسع عشر؟)، فوقائع الشر كحبّات المطر في عالم واسع، تعجز الحكمة البشرية عن حصر المطلوب منها.
ومثله طرح
الفيلسوف [بروس لِتل] إشكالية منطقيّةً حول الاعتراض بقضيّة (الشر المنكر الذي لا يليق بالحياة
البشريّة التي تتوافق مع حكمة الربّ)، ويتمثّل هذا الإشكال في: (تعريف الشر الذي يعتقد الإنسان أنّه شديد؛ ولذلك فهو يتعارض مع منطق الرحمة الإلهية)
وقد افترض [بروس
لِتل] لبيان ذلك أن نرمز للشرّ بحرف (أ)، فتكون درجات الألم تصاعديًا على الشكل
التالي: (أ+1) و(أ+2) و(أ+3).. وكلّما عَظُم الرقم كان الألم أشدّ. ولنفترض أنّ أقصى شرّ يتصوّره الإنسان هو (أ+5). ولذلك يطلب الإنسان أن يتمّ إلغاء (أ+5)، وهنا يتدخّل الربّ لمنع حدوث مثل هذا المستوى من الشّر في حياة الإنسان، وعندها سيكون أقصى الألم (أ+4).. وفي هذه الحال
سيعترض نفس المشكّك لأنّه يراه في ذهنه أقصى ألم متصوّر، ويرى أنّ الحكمة الإلهية
تقتضي زواله.. ثم يكون سقف الألم (أ+3)، ويعترض المشكّك مرّة أخرى على سقف الألم،
لأنّ حسّه العاطفي يراه أكبر منغّص على سعادته.. وهكذا يستمرّ الاعتراض حتّى لا يبقى
هناك [شر!].. ومآل اعتراضِ من
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 420