نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
ولهذا أمر النبي
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن يحذر قومه مثل هذا المصير، قال تعالى:﴿
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ
وَثَمُودَ﴾ (فصلت:13)
ج ـ صفات الله أعظم من أن تنحصر في ثلاث:
كما رأينا عند
عرضنا للشبهة التي تقوم عليها هذه المعضلة هو قيامها على (أنّ وجود الشّر يتعارض
مع وجود الإله ذي الصفات الثلاث، القدرة والعلم والرحمة، ويحاول الملحد من خلال
حصر الصفات الإلهية في هذه الثلاث أن يقيم دعواه في التعارض الذي يمنع وجود الإله،
مستغنيًا بذلك عن النظرة الكليّة التي لا تهمل من صفات الربّ شيئًا، والتي تتوّصّل
بأفقها الواسع إلى إدراك التآلف الوجودي بين وجود الله الكامل ووجود الشر)
وهذا ما يخالف
التصورات الإسلامية وما لم يحرف من الأديان عن الله تعالى، فالله تعالى في التصوّر
الإسلامي هو مالك الملك الذي له الكون كلّه، وهو صاحب الكبرياء بعظمته التي لا
تدانى وسلطانه الذي لا يضاهى، وهو بمنطق العدل والحق، حتّى بمعاييرنا الأرضية، له
أن يفعل في ملكه ما شاء.
وذلك لا يعني
الظلم كما ذكرنا، فالله منزه عنه، وإنّما نقول إنّ حقوق المالك العادل أوسع من حقوق المملوك في ميزان العدل، وسلطان المالك العادل أعظم من سلطان المملوك، وبذلك تتّسع
الآفاق في فهم أنّ لله أن يوجّه الخلق لأمر، ويضعهم في اختبار، ويعاقبهم على
العصيان، فليسوا هم هملًا في الدنيا، وإنّما خلقوا لأمر، ووضعوا على الأرض لغاية،
وواجبهم الطاعة، وذلك عند النظر في العدل الإلهي يوجب ألا يكون للإنسان أن يستأثر
بالحكم، ولا أن يكون مركز الكون، فحقيقة العدل أن يكون لله أعظم حقّ.
وقد وضح ابن
القيم عند إجابته على هذه المعضلة، فقال: (الحكمة إنما تتم بخلق المتضادات والمتقابلات، كالليل والنهار، والعلو والسفل، والطيب والخبيث، والخفيف والثقيل، والحلو والمر، والبرد والحرّ، والألم واللذة، والحياة والموت، والداء
والدواء،
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406