نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 326
وانطلاقا من هذه
العبودية الجميلة التي يعيشها الفرد المؤمن كما تعيشها الجماعة المؤمنة يتحرك
المؤمن في الحياة طبقاً لمرضاة من توجه إليه بالعبودية.. فالمسلم مطالب بتحقيق
مرضاة الله، والبحث عنها في التكاليف التي كلف بها..
وليس في هذا أي قيد
للحرية، ذلك أن الطيب الذي ينهى مريضه عما يضره، أو يأمره بما ينفعه، ثم يفعل
المريض ما طلبه منه طبيبه عن رضا تام.. وطواعية محبة.. فإن ذلك لا يمكن اعتباره قيدا..
فالطواعية تتنافى مع القيد.
وهكذا العبودية
التي أمر بها الإسلام، والتي يقوم بها المؤمن، ففيها وصفان يزيلان عنها ما نتوهمه
من قيود:
أما أولهما،
فكونها لا يمكن أن تتحقق إلا بالرضى التام والطواعية التامة.. ولهذا يربط الإسلام
بين العبادة والمحبة.. فالعبادة التزام من قلب ممتلئ بحب الله.. قلب يشعر أنه ليس
في الوجود من هو أجدر من الله بأن يحب، والإسلام بمصادره المقدسة يعمق في المؤمنين
هذه المحبة.. فهو يصف الله بأنه صاحب الفضل والإحسان، الذي خلق الإنسان ولم يكن
شيئا مذكورا، وخلق له ما في الأرض جميعا، وأسبع عليه نعمه ظاهرة وباطنة، وخلقه في
أحسن تقويم، وصوره فأحسن صورته، وكرمه وفضله على كثير من خلقه، ورزقه من الطيبات،
وعلمه البيان، واستخلفه في الأرض، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته.
فإذا امتلأ
المؤمن بهذه المحبة مارس العبودية ـ بجميع أنواعها ـ برضا وتلذذ وطواعية..
وأما الثاني..
فهو أن هذه العبودية التي يمارسها المؤمن عن طواعية تامة لم يقصد منها إلا
مصالحه.. والمصالح بالمفهوم الإسلامي تشمل مصالح الدنيا، ومصالح الآخرة، ولهذا نرى
النصوص المقدسة تربط بين طاعة الله والمصالح..
أما الحرية التي
يتصور الملاحدة أنهم جاءوا بها، وهي حرية الرأي، أو الديمقراطية
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 326