نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252
قال النورسي معقبا على هذا
المثال شارحا له:( أمّا الجنديان الاثنان؛ فأحدهما هو العارف بالله والعامل
بالفرائض والمجتنب الكبائر، وهو ذلك المسلم التقي الذي يجاهد نفسه والشيطان خشية
الوقوع في الخطايا والذنوب.. وأما الآخر: فهو الفاسق الخاسر الذي يلهث وراء هموم
العيش لحد إتهام الرزاق الحقيقي، ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش أن
تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي.. وأما تلك التدريبات والتعليمات، فهي العبادة
وفي مقدمتها الصلاة.. وأما تلك الحرب فهي مجاهدة الانسان نفسه وهواه، واجتنابه
الخطايا ودنايا الأخلاق، ومقاومته شياطين الجن والأنس، إنقاذاً لقلبه وروحه معاً
من الهلاك الأبدي والخسران المبين)
ثانيا ـ الإلحاد .. وخسارة المصير
الأبدي:
لا يتألم
الملاحدة لشيء كآلامهم لما تذكره الأديان من البعث بعد الموت، وبدء نشأة وحياة
أخرى جديدة، تتوفر فيها من الكمالات ما لا يتوفر في هذه الحياة الدنيا، وذلك
لسببين:
أولهما: أن
المؤمنين يجدون عزاء كبيرا في هذا الاعتقاد الذي لا يوفره الإلحاد؛ فالملحد لا يرى
إلا الحياة الدنيا، ولذلك لا يرى للحياة معنى، بل يظل متألما متشائما، ممتلئا
بالكدورة وإن حاول أن يغطي ذلك ببعض المسكنات والمخدرات الكاذبة.
وثانيهما: أن
العلم مهما ارتقى، والكشوفات مهما دقت، فإنها لا يمكن أبدا أن تعتبر ما يذكره
المؤمنون كذبا مطلقا، بل يبقى هناك نسبة للقول بصحته، وفي ذلك آلام كبيرة
للملاحدة، لأنهم حينها سيخسرون كل شيء.
وسنحاول أن نفصل
في كلا المعنيين وموقف الملاحدة والمؤمنين منهما في العنوانين التاليين:
1 ـ الإيمان.. وسلوى المصير الأبدي:
لا يتألم
الملاحدة لشيء كما يتألمون لذلك التفاؤل والفرح والاستبشار بالمستقبل
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252